وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الغذاء والراحة متلازمان، لذلك يحذر الخبراء من أن هناك أطعمة تحتوي على مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ولها تأثير مباشر على النوم.
وبينت المجلة أن ما يقارب من نصف الإسبان لا ينامون جيدًا، وعلى الرغم من الوعي المتزايد في السنوات الأخيرة حول هذا الموضوع، فإن الأرقام تظهر أن ذلك ليس كافيا: فأقل من 50 بالمئة من السكان يعانون من مشاكل في النوم و32 بالمئة منهم يستيقظون وهم يشعرون بعدم الحصول على راحة كافية، وفقا للجمعية الإسبانية لطب الأعصاب.
على ضوء ذلك، تقول آنا فرنانديز أركوس، منسقة مجموعة دراسة اضطرابات النوم واليقظة التابعة للجمعية الإسبانية لطب الأعصاب: "النوم الصحي هو النوم الذي يتكيف مع احتياجات الإنسان وبيئته، ويكون مُرضيًا، وله مدة وجدول زمني مناسبين، وفعال دون فترات من الاستيقاظ أثناء الليل، ويسمح باليقظة المستمرة خلال ساعات النهار".
وتحذر الخبيرة من أنه، على الرغم من أن النوم الجيد لا يعتمد فقط على تعلم المزيد من عادات النوم، إلا أن الأمر كله يبدأ من هناك وأحد العناصر التي يجب الاهتمام بها هو النظام الغذائي.
اظهار أخبار متعلقة
في هذا السياق، توضح سوزانا بريمو، عضوة الجمعية الإسبانية لأطباء الرعاية الأولية: "يوفر الغذاء المكونات اللازمة لتجميع الناقلات العصبية المختلفة التي تشارك في النوم واليقظة. لذلك، من المهم معرفة الأطعمة التي تسهل أو تعيق النوم، وفي أي وقت من اليوم يكون استهلاكها أكثر ملاءمة للحفاظ على نوم مريح".
وأضافت المجلة أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة في إنتاج هرمون الجريلين، وهو الهرمون الذي يزيد الشهية، وكذلك انخفاض هرمون اللبتين الذي يقلل من الشهية. ونتيجة لذلك، حسب سوزانا: "تظهر زيادة في تناول السعرات الحرارية في الليل، مع تفضيل الأطعمة ذات الكثافة العالية من الطاقة، مثل الدهون أو الكربوهيدرات المكررة". كما أضافت أنه مع زيادة التعب، تقل ممارسة الرياضة البدنية ويزداد نمط الحياة المستقرة خلال النهار.
ووفقا لسوزانا: "هناك أطعمة تحتوي على مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ولها تأثير مباشر على النوم، مثل الميثيل زانتينات (الكافيين والثيوبرومين والثيوفيلين) والأمينات الحيوية (الهستامين والإيثيلامين والتيرامين وغيرها)".
وتوضح المجلة أنه من ناحية أخرى، فإن تناول الوجبات الدسمة جدًّا المتبلة بالبهارات الحارة ليلًا تعيق النوم لأنها تزيد من درجة حرارة الجسم وفرط إفراز العصارة المعدية. كما أن الأطعمة التي تسبب عسر الهضم (البقوليات)، وحرقة المعدة (التوابل الحارة والقهوة والكحول) أو الارتجاع (الشوكولاتة والنعناع والأطعمة الدهنية) يمكن أن تعرقل أيضًا الراحة.
وأكدت سوزانا بريمو أنه "في الساعات الأخيرة من اليوم، يمكن تناول الأطعمة الغنية بالتيروزين، مثل الفواكه الغنية بالتيروزين، ويستحسن تجنب فيتامين سي (البرتقال أو الكيوي)، واللحوم الحمراء والنقانق، لأن التيروزين هو مقدمة الأحماض الأمينية للكاتيكولامينات والدوبامين الذي يجعلنا نبقى مستيقظين.
اظهار أخبار متعلقة
الأطعمة التي تسهل النوم
وأوردت المجلة أن الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان، وهو حمض أميني أساسي لتكوين الهرمونات التي تتدخل في النوم مثل الميلاتونين والسيروتونين، تعزز الراحة. وفي هذا السياق، تساعد الكربوهيدرات على دخول التربتوفان إلى الدماغ (وهذا هو السبب وراء شعورنا بالنعاس بسهولة أكبر بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات)، وهو ما أكده أينوا ألفاريز، منسق عمل مجموعة الأرق في جمعية النوم الإسبانية.
ويُنصح أيضا، بحسب الكجلة، ببعض الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان مثل الفواكه كالموز أو الأناناس أو الأفوكادو أو اللحوم أو البيض أو الأسماك الزيتية أو المكسرات أو الحليب.
وأضاف ألفاريز أن "هناك أيضًا أطعمة أخرى يُوصى بها خاصة خلال الساعة الأولى من الصباح. على سبيل المثال، تلك التي تحتوي على فيتامين سي، مثل الكيوي أو البرتقال، لأنها تعزز التحفيز"، ويؤكد ألفاريز أنه "من المستحسن تناول العشاء قبل ساعتين على الأقل من الذهاب إلى السرير".
وأشارت المجلة، في ختام التقرير، إلى أنه لا ينصح بالذهاب إلى النوم مباشرة بعد تناول الطعام، لأن ذلك يؤثر على عملية الهضم. في هذه الحالة، يجب على الجسم بذل جهد إضافي، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. ومن المهم أن نتذكر أنه للحصول على راحة جيدة، يحتاج الجسم إلى راحة تضمن انخفاضا في معدل ضربات القلب وضغط الدم.